مثلما هو الموقف السبّاق لدولة الإمارات العربية المتحدة بدعم السودان في (انتقاله السياسي السلمي والمنظم والسلس، واستقراره الأمني، واستمرار عمل مؤسسات الدولة)، كما جاء على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية، إنما جاءت تترى مواقف الدول الأخرى التي كانت تنتظر الدخان الأبيض الذي تصاعد مؤخراً على نحو مبهج من العاصمة الخرطوم، علامةً على الاتفاق والتوقيع على الوثيقة السياسية بين المجلس العسكري وقوى التغيير والحرية. ومنذ البدء، كان العالم يراقب ما يحدث ويحاول قراءة ما ستؤول إليه الأوضاع في بلد النيلين، كانت هنالك مواقف دولية لأميركا وبريطانيا والنرويج ثم الاتحاد الأوروبي، المظلة الأوروبية الأشمل، وسبق كل هذا موقف الاتحاد الأفريقي، المظلة الثانية بعد العربية التي يندرج في جغرافيتها السياسية السودان. إن في وصول الأوضاع السودانية إلى بر الأمان، نجاح كبير وفرحة أكبر لدى الشعوب العربية والأفريقية، فالسودان بلد مهم وضخم ويتوافر على موارد طبيعية متنوعة تجعله من أغنى الدول في المنطقة والإقليم، إضافة إلى موقعه الجيوسياسي الحيوي، ما يزيد في ثقله الوازن على الأصعدة كافة، السياسية والاقتصادية والعسكرية على السّاحات العربية والإقليمية والدولية. السودان قارة واسعة، ومجرة نجميّة من المؤمل أنها ستضيء عمّا قليل: على القريب غيثاً منتظراً، وعلى البعيد القلق المستهدف بـ(حزام ظهر) يشدّ من عزيمته في مواجهة الآخر الطامع، مغلوط الثقافة وضيّق النظرة.
السودان، دائماً ما كان محطّ أمل وتقدير، مثله مثل شعبه الذي يحمل الحب سنىً للتائهين وهدى للحالمين العرب، الباحثين عن ساحة أمان ورغد. وكما تكشّف للجميع، كان الشعب السوداني يعاني، فلا غرابة اليوم أن تسمعه يردد نشيده الحميم القديم، غداة انتصاره على ما كان يشلّ زنده ويحبس زفرته الحرّة: (وها نحن مع النور التقينا/ التقى جيل البطولات بجيل التضحيات (..) أبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا/بالذي أصبح شمساً في يدينا).
ما يحدث في السودان هو حديث المجالس في كامل المنطقة العربية، كلٌ يتناوله وينظر إليه من جانب، وكل يحاول أن يدلو فيه برأي، فمنهم من يرى أن العملية كانت بطيئة لكنها ها هي تثمر، ومنهم من يعتقد أن طريق النهاية ما زالت طويلة، ومنهم من يؤكد أن ثمة عصيّ ستعثّر لا سمح الله عجلات العربة التي بدأت الحركة، وقسم آخر يرى أن المحاصصة السياسية ستبرز بعد قريب.. وهكذا. لكن رغم اختلاف وجهات النظر، الكل أجمع على أن المربع الذي وصلت إليه الأوضاع في السودان هو صحي تماماً، بصرف النظر في أي زاوية من المربع يقف المتحاورون الأشداء. أما عتاولة السياسة السودانيون فيقولون إن من الأولويات: استبعاد روح التشفي والانتقام، وقف الحرب الأهلية في كافة الأنحاء، البت في قضية المفصولين سياسياً من الخدمة المدنية والعسكرية، وتحقيق قومية أجهزة الدول، والعدالة الانتقالية، وختاماً، اقتسام عادل للسلطة بين مختلف المكونات القومية والجهوية، ضمنه نظام ديمقراطي تعدّدي.. ما أجمل (صبح) السودان.
*إعلامي وكاتب صحفي
السودان، دائماً ما كان محطّ أمل وتقدير، مثله مثل شعبه الذي يحمل الحب سنىً للتائهين وهدى للحالمين العرب، الباحثين عن ساحة أمان ورغد. وكما تكشّف للجميع، كان الشعب السوداني يعاني، فلا غرابة اليوم أن تسمعه يردد نشيده الحميم القديم، غداة انتصاره على ما كان يشلّ زنده ويحبس زفرته الحرّة: (وها نحن مع النور التقينا/ التقى جيل البطولات بجيل التضحيات (..) أبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا/بالذي أصبح شمساً في يدينا).
ما يحدث في السودان هو حديث المجالس في كامل المنطقة العربية، كلٌ يتناوله وينظر إليه من جانب، وكل يحاول أن يدلو فيه برأي، فمنهم من يرى أن العملية كانت بطيئة لكنها ها هي تثمر، ومنهم من يعتقد أن طريق النهاية ما زالت طويلة، ومنهم من يؤكد أن ثمة عصيّ ستعثّر لا سمح الله عجلات العربة التي بدأت الحركة، وقسم آخر يرى أن المحاصصة السياسية ستبرز بعد قريب.. وهكذا. لكن رغم اختلاف وجهات النظر، الكل أجمع على أن المربع الذي وصلت إليه الأوضاع في السودان هو صحي تماماً، بصرف النظر في أي زاوية من المربع يقف المتحاورون الأشداء. أما عتاولة السياسة السودانيون فيقولون إن من الأولويات: استبعاد روح التشفي والانتقام، وقف الحرب الأهلية في كافة الأنحاء، البت في قضية المفصولين سياسياً من الخدمة المدنية والعسكرية، وتحقيق قومية أجهزة الدول، والعدالة الانتقالية، وختاماً، اقتسام عادل للسلطة بين مختلف المكونات القومية والجهوية، ضمنه نظام ديمقراطي تعدّدي.. ما أجمل (صبح) السودان.
*إعلامي وكاتب صحفي